03:59:00

تباعدنا فلا حزن على ما ضاع من قرب




















تباعدنا فلا حزن على ما ضاع من قرب
وليس الحب إلا الرحلة استلت قوى القلب
وهل يلقي انتهاء السفر الملاح في كرب
إذا ما راح يطوي اليم نحو الشاطيء الخصب
نفضنا قطرات الوصل بين الورد و العشب
إذا ما اهتزت الزهرة ألقت بالندى العذب
وأفردنا و في الإفراد بعض الخير للصب
تعيش الزهرة الفيناء في المنبسط الرحب
وتقضي وحشة الأيام بالتحديق في السحب
تنام على وسادة الشوك نائة عن الترب
ولا ترمقها عين فتنجو من أذى العطب
وإما زهرتان استوتا جنبا إلى جنب
سرت نجواهما تنسل بين العطر في السهب
فتسمعها الفراشات وراء التل و الشعب
فتضرب في الفضاء الرحب نحو المنبت الرطب
إذا ما ركض الطفل وراء فراشة السرب
فلاذت بصدور الزهر بعد الحوم و الجوب
فشأن الزهرتين القطف و الإذعان للخطب
عناق الحب فاجأه هوي المنجل الغضب
فيا للقبلة المشلولة الأصداء بالرعب
وكنا لوحتى نافذة في هيكل الحب
فلو لم نقترق لم ينقذ النور إلى القلب
وكنا كجناحي طائر في الأفق الرحب
فلولا النشر و التفريق لارتد إلى الترب
ولولا لم نبتعد لم تسم نفسانا عن الذنب
وكنا شفتي هذا القضاء مفرق الصحب
فلو ننفرج لم تضحك الأقدار من كربي.