
في الفـــخر
وإني لجرار لكــل كتــــيبة * معــودة أن لا يخل بهاالنصر
وإني لنزال بــكل مخوفـــة * كثير إلى نزالــها النظر الشزر
فأظمأ حتى ترتوي البيض والقنا * وأسغب حتى يشبع الذئب والنسر
ويا رب دار لــم تخفني منيعة * طلعـت عليها بالردى وأنا الفجر
وحي رددت الخيـل حتى ملكته * هزيما وردتني البراقــع والخُمر
أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى * ولا فرسي مهر ولا ربه غمر
ولكن إذا حم القضاء على امريء * فليـــس له بر يقيه ولا بحر
وقال أصيحابي الفرار أو الردى * فقلت همـا أمــران أحلاهما مر
ولكنني أمضي لمــا لا يعيبني * وحسبك من أمريـن خيرهما الأسر
يقولون لي بعت السلامة بالردى * فقـلت أما والله مــا نالني خسر
وهل يتجافى عني الموت ساعة * إذا ما تجافى عني الأســروالضر
هو الموت فاختر ما علا لك ذكره * فلم يمت الإنسـان ما حيي الذكر
سيذكرني قومي إذا جــد جدهم * وفي الليلةالظلماء يفتقـد البدر
فإن عشت فالطعن الذي يعرفونه * وتلك القنا والبيض والضُّمرالشقر
وإن مت فالإنسان لا بــد ميت * وإن طالت الأيــام وانفسح العمر
ولو سد غيري ما سددت اكتفوا به * و ما كان يغلوالتبر لو نفق الصفر
ونحن أناس لا تـوسط عنـــدنا * لنا الصدر دون العالمين أو القبر
تهون علينا في المعالي نفوسنا * ومن خطب الحسناء لم يغله المهر
أعز بني الدنيا وأعلى ذوي العلا * وأكرم من فوق التراب ولا فخر